منذ فجر الثورة السورية , ساهمت المواقف الدولية في دفع الثورة إلى مرحلة الفوضى ليسهل معها لاحقاً إعادة ترتيب أوراقها بالشكل الذي يتماشى مع مصلحة الغرب و الإقليم حتى و لو على حساب المصلحة السورية , و لم يتوانى الغرب عن استخدام "التقيّة" و الخداع لإيهام السوريين أن الموقف الدولي إلى جانبهم و سيكون الرد سريعاً و تجلى ذلك في زيارة السفير الفرنسي و الأمريكي لتظاهرات حماه في مطلع الثورة في إشارة إلى أن المجتمع الدولي سيقف بحزم مع الثوار !!
توالت الأحداث سريعاً, و انفجر الوضع في كل أركان الوطن , و هو مؤشر على أن الاحتلال كان مطمئناً إلى الموقف الدولي بشكل أو بآخر , و تم خلط الأوراق بشكل متداخل يصعب استقراؤه , فتداخلت الوطنية مع العمالة , و الأيديولوجيات مع العقيدة , و الطائفة مع الدين , لتتحول الثورة إلى خليط من المواقف السياسية و القانونية التي يصعب معها اتخاذ موقف واضح إزاء كل الأطراف .
توالت الأحداث سريعاً, و انفجر الوضع في كل أركان الوطن , و هو مؤشر على أن الاحتلال كان مطمئناً إلى الموقف الدولي بشكل أو بآخر , و تم خلط الأوراق بشكل متداخل يصعب استقراؤه , فتداخلت الوطنية مع العمالة , و الأيديولوجيات مع العقيدة , و الطائفة مع الدين , لتتحول الثورة إلى خليط من المواقف السياسية و القانونية التي يصعب معها اتخاذ موقف واضح إزاء كل الأطراف .
لجأ جزء كبير من الثوار لتجنب هذا " الانفلات الفكري " من خلال اعتماد الدين كوعاء ناظم للسلوك و الهوية , الأمر الذي أثار حفيظة الغرب ,ليضيف بذلك تفصيلاً آخر إلى الثورة و هو " الإرهاب " و ينسِف كل قاعدة فكرية محايدة و يجعل من الاحتلال و الثورة فريقين متساويين في الواجبات و الحقوق في تلميح إلى إدخالنا تحت وصف الحرب الأهلية التي فشل المجتمع الدولي في تحقيقها منذ البداية , و من ثم إطلاق صفة الإرهاب على أي طرف لا يخضع لتوصيات الغرب .
جاءت المؤتمرات على مراحل , لتصل إلى مرحلة من الضعف و إملاء الشروط , حيث تم التفتيت و التنازل بشكل تدريجي مع كل مرحلة من المفاوضات أو المؤتمرات , بدءً من مؤتمرات الجامعة العربية , و تقارير اللجان , مروراً " بأصدقاء الشعب السوري " و جنيف و تقرير لجان الأمم المتحدة ذات العلاقة .
:أدخل المجتمع الدولي صفة الإرهاب على الثورة لتحقيق مبدأين اثنين تم التوافق عليهما دولياً
- الأول , هو منع الحسم العسكري لصالح الثورة تحت أي ظرف , و في حال حصل ذلك , فعلى الثوار المنتصرون أن يخوضوا مواجهتهم القادمة مع المجتمع الدولي بصفتهم إرهابيين .
- الثاني , و هو التأهب للقضاء على المجموعات الوطنية التي لن تقبل التنازل عن ثوابت الثورة , سواء كانت منتمية إلى الحركات الإسلامية أو مستقلة , و ذلك من خلال التهيئة لتشكيل جيش " وطني " على غرار تجربة الصحوات في العراق .
ترافق كل ذلك مع اتساع دائرة الإجرام من قبل قوات الاحتلال و ليتم خرق كل المواثيق الدولية , و القانون الإنساني العرفي و التعاقدي , الذي تم بناؤه على مدى خمسة آلاف عام , لم يترك الاحتلال بنداً من بنوده لم يخرقه بشكل أو بآخر , مع اكتفاء المجتمع الدولي بالتنديد علناً , و لكنه ساند و دعم الاحتلال بشكل غير مباشر "سراً" .
لم يعد أمام الثوار إلا المقاومة حتى تحقيق النصر , فهل سنشهد مواجهة بين الثوار و المجتمع الدولي برعاية المعارضة , و يتحول الشعب السوري إلى ضحية بين مطرقة الاحتلال و سندان المعارضة بمظلة دولية و إقليمية ؟
هذا ما ستخبرنا به الأحداث القريبة على ضوء جنيف و أخواتها ..
جاءت المؤتمرات على مراحل , لتصل إلى مرحلة من الضعف و إملاء الشروط , حيث تم التفتيت و التنازل بشكل تدريجي مع كل مرحلة من المفاوضات أو المؤتمرات , بدءً من مؤتمرات الجامعة العربية , و تقارير اللجان , مروراً " بأصدقاء الشعب السوري " و جنيف و تقرير لجان الأمم المتحدة ذات العلاقة .
:أدخل المجتمع الدولي صفة الإرهاب على الثورة لتحقيق مبدأين اثنين تم التوافق عليهما دولياً
- الأول , هو منع الحسم العسكري لصالح الثورة تحت أي ظرف , و في حال حصل ذلك , فعلى الثوار المنتصرون أن يخوضوا مواجهتهم القادمة مع المجتمع الدولي بصفتهم إرهابيين .
- الثاني , و هو التأهب للقضاء على المجموعات الوطنية التي لن تقبل التنازل عن ثوابت الثورة , سواء كانت منتمية إلى الحركات الإسلامية أو مستقلة , و ذلك من خلال التهيئة لتشكيل جيش " وطني " على غرار تجربة الصحوات في العراق .
ترافق كل ذلك مع اتساع دائرة الإجرام من قبل قوات الاحتلال و ليتم خرق كل المواثيق الدولية , و القانون الإنساني العرفي و التعاقدي , الذي تم بناؤه على مدى خمسة آلاف عام , لم يترك الاحتلال بنداً من بنوده لم يخرقه بشكل أو بآخر , مع اكتفاء المجتمع الدولي بالتنديد علناً , و لكنه ساند و دعم الاحتلال بشكل غير مباشر "سراً" .
لم يعد أمام الثوار إلا المقاومة حتى تحقيق النصر , فهل سنشهد مواجهة بين الثوار و المجتمع الدولي برعاية المعارضة , و يتحول الشعب السوري إلى ضحية بين مطرقة الاحتلال و سندان المعارضة بمظلة دولية و إقليمية ؟
هذا ما ستخبرنا به الأحداث القريبة على ضوء جنيف و أخواتها ..