المصطلح الإنكليزي الذي يعني التحريرية الوحدوية( Irredentism )، مستوحى من جملة إيطالية هي ( Terra Irredentia )، تعني «الأرض غير المستردة » , وقد استخدمت أول ما استخدمت للحديث عن أراض ينطق أهلها بالإيطالية، بينما هي تقع تحت الحكم النمساوي والسويسري خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر.وهي كلمة متصلة بكلمة انفصالية، ولكن مختلفة عنها.ترتبط الوحدوية التحريرية بقوة مع أكثر المظاهر عدوانية في القومية الحديثة. بيد أنه حتى قبل نشوء الأيديولوجيات القومية، حاولت بعض الدول تبرير الإمبريالية باستخدامها حجة استعادة الأراضي أو تحرير أشقائها.
على الرغم من أن التحريرية الوحدوية غالباً ما تكون مبررة بدوافع مساعدة الأقليات الإثنية وتحريرها من الدولة التي تعيش فيها، إلا أن ثمة سببين يجعلان الوحدوية التحريرية تسيء إلى وضعية الأقليات وظروف معيشتهم أكثر مما تحسنها ..
السبب الأول.. هو أنها قد تساهم في جعل التنبؤ يحقق ذاته سواء بالنسبة إلى لأقلية، أم بالنسبة إلى الدولة التي تقيم فيها.
فالحكومة التي تتعرض لمطالب تحريرية وحدوية قد تمارس تمييزاً إضافياً ضد الأقلية، إذ تعتبرها بمنزلة تهديد لأمنها القومي.
ثانياً…، ما هو مركزي في العديد من الحركات الوحدوية التحريرية هو الأرض وليس الشعب، وفي هذه الحالة يصبح هذا الأخير مجرد بيادق في لعبة التحرير والتوحيد. ولا تُعنى الدولة التحريرية الوحدوية فعلاً برفاه شعبها، بل غالباً ما تستخدمه لزرع عدم الاستقرار عند الخصم .
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وبخاصة بعد انتهاء الحرب الباردة، صارت الوحدوية التحريرية خاضعة لمفارقة. فالقانون الدولي مناهض من ناحية للوحدوية التحريرية.
وفي السنوات الأخيرة من القرن العشرين، عادت النزاعات الوحدوية التحريرية لتنشأ مجدداً على مساحة واسعة تمتد من شمال البلقان وصولاً إلى سبراتلي وجزر كوريل في جنوب المحيط الهادي.
تواجه العديد من حكومات دول تقع في هذه المنطقة الجغرافية الواسعة جداً اضطرابات سياساية واقتصادية مع عودة القومية الإثنية والضغط من أجل الدقرطة.
إضافة إلى أن شرعية الحدود القائمة تتعرض لتحديات متزايدة حالياً.
في هذا الإطار، من المهم أن يستجيب المجتمع الدولي )وبخاصة الولايات المتحدة والأمم المتحدة والمنظمات الأمنية الإقليمية( إلى مشكلة الوحدوية التحريرية بطريقة ناشطة إيجابية بدلاً من اتباعه النمط السلبي.
وبينما لا يمكن القضاء بالكامل على الاستعدادات الوحدوية التحريرية، إلا أنه يمكن الخفض من حدة نزاعاتها باعتناق بعض المفاهيم الأساسية المتعلقة بالتعددية السياسية في إطار الدول مع احترام أكبر واهتمام بحقوق الأقليات. طالما أن القومية الإثنية لن تختفي على الأرجح في المستقبل القريب، يتعين علينا أن نطور آليات وطرائق واستراتيجيات لإدارة النزعات الوحدوية التحريرية
عن كتاب : المفاهيم الأساسية في العلاقات الدولية -
السبب الأول.. هو أنها قد تساهم في جعل التنبؤ يحقق ذاته سواء بالنسبة إلى لأقلية، أم بالنسبة إلى الدولة التي تقيم فيها.
فالحكومة التي تتعرض لمطالب تحريرية وحدوية قد تمارس تمييزاً إضافياً ضد الأقلية، إذ تعتبرها بمنزلة تهديد لأمنها القومي.
ثانياً…، ما هو مركزي في العديد من الحركات الوحدوية التحريرية هو الأرض وليس الشعب، وفي هذه الحالة يصبح هذا الأخير مجرد بيادق في لعبة التحرير والتوحيد. ولا تُعنى الدولة التحريرية الوحدوية فعلاً برفاه شعبها، بل غالباً ما تستخدمه لزرع عدم الاستقرار عند الخصم .
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وبخاصة بعد انتهاء الحرب الباردة، صارت الوحدوية التحريرية خاضعة لمفارقة. فالقانون الدولي مناهض من ناحية للوحدوية التحريرية.
وفي السنوات الأخيرة من القرن العشرين، عادت النزاعات الوحدوية التحريرية لتنشأ مجدداً على مساحة واسعة تمتد من شمال البلقان وصولاً إلى سبراتلي وجزر كوريل في جنوب المحيط الهادي.
تواجه العديد من حكومات دول تقع في هذه المنطقة الجغرافية الواسعة جداً اضطرابات سياساية واقتصادية مع عودة القومية الإثنية والضغط من أجل الدقرطة.
إضافة إلى أن شرعية الحدود القائمة تتعرض لتحديات متزايدة حالياً.
في هذا الإطار، من المهم أن يستجيب المجتمع الدولي )وبخاصة الولايات المتحدة والأمم المتحدة والمنظمات الأمنية الإقليمية( إلى مشكلة الوحدوية التحريرية بطريقة ناشطة إيجابية بدلاً من اتباعه النمط السلبي.
وبينما لا يمكن القضاء بالكامل على الاستعدادات الوحدوية التحريرية، إلا أنه يمكن الخفض من حدة نزاعاتها باعتناق بعض المفاهيم الأساسية المتعلقة بالتعددية السياسية في إطار الدول مع احترام أكبر واهتمام بحقوق الأقليات. طالما أن القومية الإثنية لن تختفي على الأرجح في المستقبل القريب، يتعين علينا أن نطور آليات وطرائق واستراتيجيات لإدارة النزعات الوحدوية التحريرية
عن كتاب : المفاهيم الأساسية في العلاقات الدولية -